dreamnagd عضو مؤسس
MMS : الجنس : الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 810 نقاط : 13320 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 05/05/1967 تاريخ التسجيل : 02/12/2009 العمر : 57 الموقع : الرياض في قلب الجزيرة العربية العمل/الترفيه : أعمال حرة المزاج : رايق
| موضوع: الدول التي فككت الأسلحة النووية ترسم الطريق إلى الأمام الجمعة ديسمبر 04, 2009 1:20 pm | |
| الدول التي فككت الأسلحة النووية ترسم الطريق إلى الأمام ()
بقلم كريستوفر كونيل، المراسل الخاص لموقع أميركا دوت غوف واشنطن- المشهد تنقصه الدراما التي أحاطت بأزمة الصواريخ في كوبا، ولكن قبل جيل قامت البرازيل والأرجنتين بالتراجع عن متابعة مسار كاد أن يفجر سباقاً في امتلاك الأسلحة النووية في أميركا الجنوبية.
تقدم دول أخرى، مثل ليبيا، جنوب أفريقيا، أوكرانيا، كازاخستان وبيلاروس، أمثلة مختلفة أيضاً عن كيفية احتواء النيران التي تُشعل الطموحات النووية. هل يمكن تكرار قصص النجاح السابقة لمنع انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وشبه الجزيرة الكورية، وشبه القارة الهندية؟
يوافق خبراء منع انتشار الأسلحة النووية على أنه لا توجد أمثلة سابقة موازية بدقة للأوضاع المعقدة التي تثير الهواجس العالمية الآن في إيران، والتي لا زالت تفتقر إلى الحل، كما هو الحال أيضا مع كوريا الشمالية. ولكن هناك دروسا يمكن تعلمها من ظروف سابقة تخلت فيها دول عن سعيها لامتلاك الأسلحة النووية.
حصل التحول في أميركا الجنوبية عام 1991، بعد أن تخلصت الأرجنتين والبرازيل من الديكتاتوريات العسكرية وأعادت بناء المؤسسات الديمقراطية. لم تُطلق أية عيارات نارية عبر نهر ريو دو لابلاتا منذ العشرينات من القرن التاسع عشر، إلا أن البرازيل (خامس أكبر دولة من حيث المساحة في العالم)، والأرجنتين (ثامن أكبر دولة في العالم من حيث الحجم والدولة الحادية والثلاثون من حيث عدد السكان) كانتا تناوران بدون عداء منذ فترة طويلة لاحتلال موقع الزعامة في القرن الجنوبي من العالم. وكانت لكل دولة منهما هيئة للطاقة الذرية منذ مدة طويلة، كما بذلت كل منهما جهوداً لتخصيب اليورانيوم، وبصورة رئيسية في بناء محطات توليد للطاقة النووية.
ويقول ليونارد سبكتور، نائب مدير مؤسسة مونتيري لدراسات منع انتشار الأسلحة النووية في مونتيري، ولاية كاليفورنيا، "ما شاهدتمونه في البلدين كان تغيراً في التوجه السياسي الذي دفعهما باتجاه الاندماج مع المجتمع الدولي، وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، والاقتصاد العالمي ككل. ففي بيونس ايرس، سحب الشعب ثقته من الزمرة العسكرية المسؤولة عن اختفاء المعارضين خلال ما سمي بالحرب القذرة (1976-1983)، بعد هزيمة الأرجنتين في حرب جزر الفوكلاند عام 1982. وعندما انهارت الزمرة، كذلك انهارت "رؤية الجنرالات للأرجنتين القومية المتطرفة جداً"، كما قال سبكتر.
وقعت الدولتان على معاهدة خاصة بهما لمنع انتشار الأسلحة النووية عام 1991. وكان الرئيس البرازيلي فرناندو كولور دي ميّو قد سافر بالطائرة قبل سنة من هذا التاريخ، في أيلول/سبتمبر 1990، إلى قاعدة كاشيمبو الجوية النائية في منطقة غابات المطر على نهر الأمازون، وقام أمام جنرالاته العسكريون، بإفراغ رمزي لرفشين من الإسمنت المسلح في بئر بعمق ألف قدم كانت القيادة العسكرية قد حفرته بصورة سرية لإجراء تجربة محتملة لقنبلة نووية. (وقعت الأرجنتين المعاهدة العالمية لمنع انتشار الأسلحة النووية عام 1995، ووافقت البرازيل في عام 1997 على ان تلتزم بتنفيذ أحكام المعاهدة).
قال جوزف سيرنسيوني، رئيس "صندوق بلاوشيرز" الذي يعمل لنشر الأمن في العالم، إن العقوبات التي كانت قد فرضتها الولايات المتحدة في السبعينات من القرن العشرين، بموجب قانون منع المساعدة عن الدول التي تتاجر في تكنولوجيا تخصيب الوقود النووي، جعلت من الأصعب على الأرجنتين والبرازيل الحصول على تكنولوجيا نووية، ووفرت لهما الوقت، مما "أتاح لشعبي الأرجنتين والبرازيل تغيير أنظمة الحكم فيهما. والدرس المستخلص من ذلك هو أن فرض العقوبات لوحدها لا ينجح إلا في حالات نادرة، ولكن هذه العقوبات تُشكِّل جزءاً مهماً من المزيج المطلوب."
استخلص سيرنسيوني، مؤلف كتاب "رعب القنبلة: تاريخ ومستقبل الأسلحة النووية (2007)"، وكتاب "ترسانات الأسلحة القاتلة: تعقب أسلحة الدمار الشامل"، الذي أعدته عام 2004 مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي، درساً ثانياً من حلّ مشكلة سباق التسلح في أميركا الجنوبية. قال، "مشكلة انتشار الأسلحة النووية لا تشمل نظام حكم مارق واحدا، فنحن لا نقلق فقط بشأن حصول دول معادية على أسلحة نووية. فما يقلقنا هو حصول أي جهة على أسلحة نووية". وأضاف، من الخطأ محاولة اختيار الناس الجيدين والناس السيئين، بحيث يقال إنه لا مانع من حصول الهند على أسلحة نووية ولكن ليس مقبولاً ان تحصل إيران عليها. فمن غير الممكن تحمل هذا المعيار المزدوج."
وقال، "لو نجحت الأرجنتين والبرازيل لكان من المحتمل جداً ان تتبعهما دول اخرى في أميركا الجنوبية. وبما ان الحكومات تتغير في الواقع في هذه الدول، فمن المحتمل ان يصبح "الناس الجيدون اليوم دولاً معادية في الغد."
وقعت جميع الدول الـ 33 في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في عام 1967 على معاهدة تلاتلولكو (Tlatelolco) التي جعلت المنطقة خالية من الأسلحة النووية. ووقعت كوبا، التي استمرت في معارضة هذه الاتفاقية لفترة طويلة، عليها في عام 1995 لتصبح آخر دولة توقع على هذه المعاهدة.
حدود للدروس المكتسبة من أميركا الجنوبية
ساعد خوسيه غولدمبرغ، العالم الفيزيائي البرازيلي ووزير الدولة السابق للعلوم والتكنولوجيا في البرازيل، في كتابة نص اتفاق عام 1991 الذي منح المفتشين الدوليين حق الوصول إلى البرامج النووية في البرازيل والأرجنتين. قال في مقال نشر عام 2006 في مجلة "أرمز كونترول توداي" ان من المحتمل أن تسعى الدول للحصول على أسلحة نووية ليس لتخويف الأعداء فحسب بل وأيضاً للتفاخر القومي و"للحصول على المركز والامتياز اللذين يترافقان مع التفوق في التكنولوجيا النووية."
وهو يستنتج بأن العوامل العديدة التي تُشعل الطموحات النووية "محصنة ضد النفوذ الخارجي"، وان افضل أمل لكبحها قد يكون اتباع طريقة "الجار يسيطر على جاره" المتبعة في أميركا الجنوبية.
ولكن تلك المقاربة لا تذهب إلى ابعد من ذلك. قال الأستاذ في جامعة ساوباولو في رسالة إلكترونية، إن الكوريتين، وإيران، والعراق، وإسرائيل في الشرق الأوسط ينقصها "التماثل" الذي يتيح لمقاربة "الجار يسيطر على الجار" بأن تنجح. وقال، "بعض التماثل في التطوير النووي أمر أساسي للوصول إلى اتفاق من النوع الذي توصلنا إليه مع الأرجنتين." يظل غولدمبمرغ متفائلاً بأن طريقة العمل هذه قد تستمر في التأثير بالنسبة للهند وباكستان، رغم المرارة الهائلة السائدة بين البلدين."
ويقول الباحث السياسي جون ريديك، "ليس هناك أي شيء يشبه تماماً الوضع الأرجنتيني-البرازيلي." وأضاف ريديك، وهو مسؤول تنفيذي بإحدى المؤسسات أيضا، ومرجع ثقة حول مسائل منع انتشار الأسلحة النووية في أميركا اللاتينية، "قبل بضعة أعوام، أخذنا بعض الخبراء الأرجنتينيين والبرازيليين من الوكالة الثنائية للتفتيش النووي إلى الشرق الأوسط لزيارة لجنة الطاقة النووية الإسرائيلية، وفعلنا نفس الشيء في مصر". كما زارت نفس المجموعة كوريا الجنوبية في وقت لاحق.
أقنعت هذه الزيارات ريديك أن "بإمكانك ان تستخلص دروساً معينة حول التجربة الأرجنتينية-البرازيلية ولكن لا يوجد بالفعل شيء شبيه بذلك تماماً. ولا يمكنك ان تنقله بكامل تفاصيله إلى أوضاع أخرى."
في هذه الأثناء، يقوم الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا بزيادة الإنفاق على البرنامج النووي لبلاده بهدف بناء غواصة تعمل بالطاقة النووية. وقال وزير دفاعه إن المشروع سوف يبدأ عام 2016 وينتهي بحلول العام 2021.
وفي حين عارضت البرازيل عام 2004 في بادئ الأمر السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) بالوصول الكامل إلى منشأة تخصيب اليورانيوم التي أقامتها في ريزيندي، وامتنعت عن التوقيع على البروتوكول الإضافي لاتفاقية إجراءات الحماية النووية التي ستسمح بالقيام بعمليات تفتيش دولية أوسع نطاقاً، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تثر أية هواجس حول المنشأة البرازيلية كما فعلت في إطلاق التحذيرات حول البرنامج النووي الإيراني، بضمنه منشاة تخصيب اليورانيوم التي كانت سرية في السابق والتي أقامتها إيران داخل جبل بالقرب من مدينة قم المقدسة.
يدافع المسؤولون البرازيليون بعناد عن رفضهم التوقيع على البروتوكول الإضافي لاتفاقية إجراء الحماية النووية، كما السماح بتنفيذ عمليات رصد دولية اشد احكاماً. وكان الممثل الدائم للبرازيل لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السفير انطونيو غيريرو، قد جادل قائلاً، "من غير المنصف بكل بساطة التوقع من دول كانت قد قدمت تعهدات لا لبس فيها، وموثوقة، ويمكن التحقق منها حول التخلي عن إنتاج أسلحة نووية، أن تقوم بتطبيق إجراءات معززة إضافية للتحقق من ذلك قبل ان يتوفر للمجتمع الدولي على الأقل نوع ما من الإطار الزمني الذي يتوقع من خلاله تحقيق هدف قيام عالم خالٍ من الأسلحة النووية."
وكل ذلك يوفّر درساً آخر حول منع انتشار الأسلحة النووية: العمل لا يتوقف أبداً.
**** | |
|