dreamnagd عضو مؤسس
MMS : الجنس : الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 810 نقاط : 13320 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 05/05/1967 تاريخ التسجيل : 02/12/2009 العمر : 57 الموقع : الرياض في قلب الجزيرة العربية العمل/الترفيه : أعمال حرة المزاج : رايق
| موضوع: الشراكة العالمية تجعل القضاء على مرض شلل الأطفال كليا قريب التحقيق الجمعة ديسمبر 18, 2009 3:43 pm | |
| الشراكة العالمية تجعل القضاء على مرض شلل الأطفال كليا قريب التحقيق (من كاري لوينثال ميسي، المراسلة الخاصة لموقع أميركا دوت غوف)
واشنطن – أعلنت منظمة الصحة العالمية أن اليمن أصبح منذ أيار/مايو المنصرم بلدا خاليا تماما من مرض شلل الأطفال. وجاء إعلان المنظمة تأكيدا لتحقيق إنجاز كبير وهو أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بكاملها قد قضت على المرض نهائيا.
إلا أنه على الرغم من هذا النصر الذي تحقق للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فما زالت المنطقة معرضة لمواجهة خطر شلل الأطفال الذي يفد عليها مع المسافرين الذين يزورون المنطقة. ولذا فإن حكومات بلدان المنطقة عاكفة على العمل من أجل ضمان عدم ظهور فيروس المرض من جديد. وقد ظلت الولايات المتحدة شريكا مواظبا في هذا المجهود.
فمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تدرك جيدا الأخطار والعواقب التي تترتب على عودة ظهور شلل الأطفال. وكان المرض المعجز الذي يمكن أن يسبب شللا يلازم المصاب مدى الحياة قد أصاب اليمن في العام 2005 مرة أخرى بعد أن كانت البلاد قد أعلنت لتوها عدم تسجيل أو تشخيص أي إصابة بشلل الأطفال على مدى السنوات الثلاث السابقة. فقد انتشرت العدوى التي أصيب بها حاج واحد عائد إلى اليمن بسرعة وتسببت في إصابة 473 شخصا في مختلف أنحاء البلاد. ويبدو، طبقا لوكالة أنباء الشبكة الإعلامية المدمجة التابعة للأمم المتحدة وتقدم خدمات إخبارية إنسانية، أن العدوى انتقلت إلى الحاج اليمني من حاج آخر.
وأضافت الشبكة الإعلامية التابعة للأمم المتحدة أنه للحيلولة دون تكرار المأساة تعمد الحكومة اليمنية إلى شن حملات دورية لمكافحة شلل الأطفال يشارك فيها متطوعون يتنقلون من بيت إلى بيت لتلقيح الأطفال بمضاد المرض.
وقد اتخذت الحكومة السعودية تدابير مماثلة في مختلف أنحاء البلاد تشمل جهودا للوقاية المحلية والعالمية والقضاء على المرض المذكور. ففي أيلول/سبتمبر أعلنت السعودية أنها اشترطت تطعيم كل حاج قادم إلى البلاد للحج بالمصل المضاد للمرض. وتعهدت السعودية أيضا بتقديم 30 مليون دولار لجهود لاستئصال شلل الأطفال.
وتدعم الأموال التي تبرعت بها السعودية المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، وهي عبارة عن مجهود تتصدره المراكز الأميركية لضبط الأمراض والوقاية منها، ومنظمة الصحة العالمية، وصندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة (اليونيسيف)، وحكومات البلدان، ونادي الروتاري الدولي. والروتاري منظمة تطوعية عالمية تأسست في شيكاغو في العام 1905.
وتتلقى المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال دعما ماليا أيضا من مؤسسة بيل ومليندا غيتس، وهي منظمة خيرية خاصة مركزها مدينة سياتل بولاية واشنطن.
وعملت مبادرة القضاء على شلل الأطفال منذ انطلاقها في العام 1988 على تلقيح نحو 2.5 بليون طفل ضد المرض في العالم. وقد أدت جهودها إلى تخفيض حالات الإصابة بالمرض بنسبة 99 بالمئة. ويقول نادي الروتاري إن عدد الإصابات هبط من 350,000 حالة في العام 1988 إلى 2,000 إصابة في العام 2008.
ومع أن حالات شلل الأطفال قد انخفضت انخفاضا كبيرا فإن الجهود التي تبذلها الحكومات كحكومات اليمن والسعودية والولايات المتحدة برهنت على أنها ذات أهمية بالغة للوقاية الصحية في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. غير أن المرض لا يزال يشكل وباء– يحدث طبيعيا – في أربعة بلدان فقط هي الهند وأفغانستان وباكستان ونيجيريا. والدول الثلاث الأخيرة أعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، التجمع الحكومي الذي تنتمي إليه بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أيضا. ولبلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا علاقات دينية وثقافية مع بلدان ما زالت تكافح عدوى المرض، وهي علاقة تزيد من مخاطر انتشار المرض خلال أحداث ومواسم كموسم الحج الذي يلتقي فيه ملايين المسلمين. والواقع أن المرض عاد إلى الظهور مؤخرا في البلدان الأفريقية المجاورة لنيجيريا.
وقد أعلن الرئيس أوباما في خطابه في جامعة القاهرة في 4 حزيران/يونيو في مبادرة للمساعدة في دعم جهود استئصال شلل الأطفال في البلدان التي لا تزال تعاني من الوباء والحيلوله دون عودة ظهوره في البلدان القريبة منها التي تخلصت منه، أن الولايات المتحدة ستشترك مع منظمة المؤتمر الإسلامي في التخلص من شلل الأطفال. وقد أطلقت الولايات المتحدة والمنظمة الإسلامية رسميا جهدا مشتركا لهذا الغرض من خلال نقاش في لجنة خاصة في 2 كانون الأول/ديسمبر في مقر اليونيسيف بنيويورك.
وقال سفير البعثة المراقبة الدائمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في الأمم المتحدة عبد الوهاب في إعلانه شراكة المنظمة مع الولايات المتحدة في نيويورك "إن انطلاقة التعاون بين منظمة المؤتمر الأسلامي والولايات المتحدة رسميا اليوم تمثل خطوة كبرى إلى الأمام."
وقال الدكتور بروس أيلوارد، مدير المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال في منظمة الصحة العالمية وعضو لجنة المناقشة، إن التعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي سيساعد مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها وسائر المبادرات العالمية في استكمال أهدافها. وأضاف أن المبادرة العالمية ستحتاج إلى دعم من أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي كي تتمكن من الوصول إلى مناطق الصراعات التي ثبتت صعوبة الإشراف على عمليات التطعيم فيها.
وقد بدأت منظمة المؤتمر الإسلامي بالفعل في تأمين الدعم السياسي للتلقيح في أفغانستان وباكستان ونيجيريا. وجاء في بيان حقاق صادر عن منظمة المؤتمر الإسلامي، يوضح مبادراتها بالنسبة للقضاء على شلل الأطفال، قولها إنها أجرت اتصالات مع رؤساء البلدان الثلاثة حول توزيع فتوى عامة أصدرها مجمع الفقه الإسلامي الدولي. وتدعو الفتوى الأهالي إلى تلقيح أطفالهم وتشرح أن القرآن الكريم يحض على وقاية الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها. وتأمل المنظمة من نشر الفتوى إزالة المخاوف التي قد تنشأ عند الأهالي من أن اللقاح سيضر أطفالهم، وهو اعتقاد ساد في نيجيريا في العام 2003 وتسبب في زيادة سريعة في حالات الإصابة بالمرض.
وأوضح السفير فريدريك بارتون، مندوب الولايات المتحدة في المجلس الاجتماعي والاقتصادي في الأمم المتحدة في كلمته الافتتاحية أن النجاح في القضاء على شلل الأطفال يعتمد على وجود الثقة بين الولايات المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكل الشركاء الآخرين.
وأضاف قوله: "إن وجودي هنا هو في الواقع كي أعرض بالنيابة عن حكومة الولايات المتحدة وباسم شعب الولايات المتحدة أننا نريد المساعدة في بناء تلك الثقة ونريد أن نطرح حلولا بناءة، وأرجو أن ترجعوا إلينا لفعل ذلك."
وقال بارتون إن العالم بحاجة إلى تجديد عزمه على الفوز في المعركة ضد شلل الأطفال. وأشار إلى أن المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال بدأت بـ125 بلدا كانت تعاني من الوبأ، وعلى الرغم من أنه لم يتبق سوى أربعة بلدان فقط، فإن "أصعب الحالات تأتي في النهاية."
أما أيلوارد فقال إنه لكي تواجه منظمة المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال التحديات التي جعلت من الهند وأفغانستان وباكستان ونيجيريا حالات فريدة صعبة على التلقيح أمضت العام 2009 في إعادة تقييم برنامجها وإعادة النظر في الحواجز الرئيسية والعقبات التي صادفتها. وأضاف أن المنظمة أجرت أيضا تجارب سريرية على تركيبات جديدة من اللقاح وطورت أساليب جديدة للوصول إلى كل الأطفال في كل المناطق التي يصعب الوصول إليها.
وأوضح أيلوارد أن مصلا جديدا كان جاهزا للتوزيع في أفغانستان في 15 كانون الأول/ديسمبر قد يبرهن على أنه أساسي في التلقيح السريع والدائم. ويوصف اللقاح الجديد بأنه ثنائي التكافؤ، أي أنه يشكل وقاية مانعة لنوعين من المرض في نفس الوقت. (توجد ثلاثة أنواع، أو سلالات، من مرض شلل الأطفال، وقد تم القضاء على النوع 2 كليا، وتتبقى السلالتان أو النوعان 1 و3). ويحدث اللقاح أحادي التكافؤ مناعة تقي من نوع واحد من سلالات المرض في كل مرة تطعيم ولكنه يبقى مفيدا. ويقتضي هذا النوع من اللقاح الوصول إلى الأشخاص الذين تم تلقيحهم في المرة الأولى مرة ثانية لتطعيمهم باللقاح الثاني. وسيصبح اللقاح الثنائي التكافؤ متوفرا في متناول منظمة المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال للتطعيم في الهند وباكستان ونيجيريا في كانون الثاني/يناير 2010 اعتمادا على الترخيص والمصادقات.
وبما أن التحديات والمشاكل أصبحت معروفة، وهناك فريق قوي جاهز على استعداد للتغلب عليها، يقترح بارتون أن يستلهم العالم من نجاح جهود استئصال مرض الجدري في العالم. فبعد 13 سنة من تلقيح الناس، احتاج القضاء على الجدري في البلدان الثلاثة الباقية خمس سنوات إضافية، لكن المجتمع الدولي توصل إلى تحقيق هدفه في العام 1980.
وقال جيم ليسي، عضو لجنة المناقشة ورئيس فريق عمل نادي الروتاري الدولي للولايات المتحدة، المنادي بالقضاء على شلل الأطفال، إن تكرار أو محاكاة عملية القضاء على الشلل هذه لا تبعث الأمل وتتيح الفرص للأطفال في كل مكان وحسب، بل وستكون "منارة أمل لأهداف التنمية الأخرى" أيضا. وجاء في تقرير صدر في أيلول/سبتمبر عن مؤسسة غيتس في سياق مشروع "البرهان الحي" أن حملات التطعيم ضد شلل الأطفال مكنت من إجراء حملات للتلقيح ضد الحصبة وتوزيع الناموسيات الواقية من البعوض وتوزيع الفيتامينات.
أما رئيس لجنة النقاش الدكتور وليام فوج، كبير الباحثين في برنامج الصحة العالمي في مؤسسة غيتس والمدير السابق لمراكز ضبط الأمراض والوقاية منها، فقال إن من المهم تنفيذ مبادرة القضاء على شلل الأطفال حتى النهاية.
ثم خلص إلى القول إن جيل "المستقبل سينظر إلى الوراء لا ليشكرنا جميعا على البدء ببرنامج القضاء على شلل الأطفال، ولكنه سينظر إلى الوراء ليشكرنا على ختام برنامج القضاء على شلل الأطفال." **** | |
|