فنانة كوميدية أميركية إيرانية تكرس حياتها للفن الكوميدي

نجين فرساد: فنها إسعاد جمهورها
(فنانة كوميدية أميركية إيرانية تكرس حياتها للفن الكوميدي)

من جيف سي بارون، المحرر في موقع أميركا دوت غوف
واشنطن – وصف أحد النقاد الفنانة الكوميدية نجين فرساد بأنها صناعة في حد ذاتها، صناعة ذكية ومضحكة.

فهي تقول "إنني أعتبر نفسي على أنني استطيع أن أفعل أي شيء في الترفيه."

هذه الشخصية الأميركية الإيرانية التي تقيم في نيويورك منتجة ومخرجة أفلام وكاتبة كوميدية في التلفزيون بالإضافة إلى عملها كممثلة كوميدية تمثل منفردة. وسوف تشارك في مهرجان أدنبرة باسكتلندا الشهير في آب/أغسطس القادم لتمثل دور بطولة ليس فقط في مسلسل واحد بل في مسلسلين الأول: عرض للكوميديا الإثنية المنفردة يدعى "مجموع المهاجرين القذرين" والآخر عبارة عن كوميديا رومانسية موسيقية يؤديها ثنائي فني وخلفيتها النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

اتخذت فرساد البالغة من العمر 30 عاما مساراً غير مألوف لمهنة غير مألوفة. نشأت في بالم سبرينغز بولاية كاليفورنيا، وتخصصت في فنون المسرح والحكم في جامعة كورنيل بولاية نيويورك. وتقول إنها مندفعة نحول الإفراط في الإنجاز "أعتقد أن الأمر كان سيكون مخجلا بالنسبة لي لو لم أحصل على شهادة في الدراسات العليا."

وهكذا فقد حصلت على شهادتين من جامعة كولومبيا في نيويورك--واحدة في العلاقات بين الأعراق، وواحدة في السياسة العامة. كانت تفكر في الانخراط والخوض في السياسة للمساعدة في تشغيل وإدارة مدينة ما، وفي نهاية المطاف الوصول إلى منصب مرموق. ولذا بدأت تعمل في بلدية مدينة نيويورك كمستشارة بارزة للسياسة العامة.

إلا أنها واجهت مشكلتين. أولاً، أنها اكتشفت أنها "لا تجد متعة في العمليات الحكومية والسياسة. "لم أكن استمتع بهذا العمل."

وثانيا، تبين لها أنها تجد متعة في الكوميديا. إذ شاركت في مجموعة الرسم الكوميدي في جامعة كورنيل – كنا 12 رجلا أبيض وأنا" ثم توسعت هوايتها في ممارسة فن الكوميديا في مدينة نيويورك.

وقالت "كنت أقود حياة مزدوجة، والحياة المزدوجة مرهقة حقا. حاولت فعلا أن أتجاهل الكوميديا لوقت طويل جدا. "لا، لا، لا، إنها مجرد هواية لا تحتاج لأكثر من 40 ساعة في الأسبوع. إنها ليست بهذا القدر من الأهمية."

وأخيراً، ذكر لها صديق أنه من الواضح أنها تفضل الكوميديا على السياسة العامة وقال لها إنه ينبغي عليها أن تجعل منها حياة مهنية. لذا قررت في عام 2006، بمجرد أن اكتشفت أن بإمكانها أن تكسب رزقها وتضحك الجمهور في آن معا، اعتزال مهنة السياسة.

لم تترك فرساد السياسة من أجل الترفيه: إذ إن فن الكوميديا لديها يتميز بنبرة سياسية، كما أن بعض صكوك رواتبها تأتي من جماعات، مثل نقابات العمال، التي تتعاطف معها. وتقول "إن ثمة حاجة للمنظمات التقدمية إلى ممثلين كوميديين هزليين أو محتوى فيديو مضحك يدعم تلك القضايا التقدمية."

وجزء كبير من عملها تقضيه في كتابة الكوميديا. وعملت مؤخرا مستشارا ثقافيا للموسم الأول من السلسلة، الرسوم المتحركة للأطفال المخطط لها بعنوان ألف ليلة وليلة؛ أراد المخرجون تطوير برنامج يضم أناسا على دراية بالثقافات المعنية.

وتقول فرساد إن ذلك كان أمرا غير معتاد. فكتابة الكوميديا في الولايات المتحدة صناعة صغيرة، لا تتسم بتنوع كبير عرقيا والأغلبية الساحقة من الممتهنين لها من الذكور.

(ولا يزال العمل جاريا على إخراج مسلسل ألف ليلة وليلة ويقول المخرج شبنام رضائي إنه قد يبدأ عرضه في أواخر 2010).

كانت مهنة فرساد في التمثيل السينمائي نوعا من المفاجأة. فقد عملت مخرجة في مسلسل تلفزيوني اسمه "قائمة المراقبة"، والذي سوف يبرز ممثلين كوميديين أميركيين من أصول إيرانية وعربية، وفي إخراج فيلم وثائقي حول عازف سيتار أميركي شاب شارك في منافسة في مهرجان موسيقى يقام في الهند. ثم أنها أنتجت وأخرجت Nerdcore Rising ( http://www.nerdcorerisingmovie.com/ )، وهو فليم وثائقي هزلي كامل حول فرقة هيب هوب في جولة لها. وتقول فرساد لقد حطمت حياتي نوعا ما لمدة ثلاث سنوات قضيتها في إخراج Nerdcore Rising ( http://www.nerdcorerisingmovie.com/ ) . ولكنها بعد أن فعلت ذلك مرة، فهي تحاول القيام بذلك مرة أخرى: طلب منها إنتاج وتنقيح فيلم وثائقي هزلي كامل حول مخيم صيفي للأطفال.

ولكنها تقول "إن المشكلة في صنع الكوميديا من الأفلام الوثائقية هي أنه يتعين القيام بالتصوير ثلاث مرات والتقاط مقاطع كثيرة نظرا لأن هذه المقاطع غير مضحكة."

يمكن ألا يقل جزء الفن الكوميدي الهزلي من عملها إرهاقا عن الأجزاء الأخرى. فرساد خفيفة الظل، ولكنها تقول إنه يتعين عليها إعادة كتابة المونولوجات وتجرب إلقائها على مدى أسابيع وأسابيع لجعلها تعمل بشكل موثوق. وتقول "إنها عبارة عن حرفة يتعين إتقانها." وعندما تتقن جزءا من روتينها، فهي لا تريد استخدامه في كل مرة."

غير أن اعتلاء خشبة مرارا وتكرارا لا يمكن أن يصبح مملا. إذ تقول إنني فعلا فعلا، فعلا أحب الأداء، ومع ذلك أشعر بعصبية قبل كل عرض."

تستمد فرساد من حياتها –حياة الحب لديها، وحياة السياسة، وحياتها مع عائلة والديها – المواد التي تشاركها مع جميع أولئك الغرباء. قالت إن صديقا سابقا لها غضب منها حين وجد نفسه مادة لإحدى نكاتها. ولم ينطو رد فعلها على تعاطف معه: فهي تقول: إنه"طالما كان الأمر مضحكا، فلا يهم ؟" أما صداقتها مع ذلك الرجل فلم تدم طويلا.

ثم ختمت نجين فرساد حديثها بالقول: "إن نمط حياتي يستنزف كل شيء".

» التهديد الصحي يؤدي بوكالة أميركية الى تنظيم الاحتباس الحراري
» دراسة أميركية تشير إلى أن الأطفال الذين تبناهم أميركيون من دول أجنبية يعيشون حياة مزدهرة