dreamnagd عضو مؤسس
MMS : الجنس : الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 810 نقاط : 13320 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 05/05/1967 تاريخ التسجيل : 02/12/2009 العمر : 57 الموقع : الرياض في قلب الجزيرة العربية العمل/الترفيه : أعمال حرة المزاج : رايق
| موضوع: إنشاء شركات أعمال عالية التأثير الأربعاء ديسمبر 23, 2009 2:26 pm | |
| بقلم الميرا بيراسلي لا يستطيع رجال الأعمال المغامرة تحقيق الازدهار أو المساهمة في الازدهار العام في حال أحبطت الرشاوى والبيانات المالية الزائفة أعمالهم. لكن هناك رجال أعمال مغامرة واعدين في البلدان النامية ممن يرغبون في العمل بشفافية وإخلاص مثل زملائهم في البلدان المتطورة. منظمة إنديفور، وهي منظمة لا تبغي الربح، تبحث عن هؤلاء المبادرين وتوجههم نحو كيفية الحصول على الرساميل والمشورة التي يحتاجون إليها، وهكذا يتم تمكين رجال الأعمال الذين يملكون الرؤيا، والتصميم ويحلمون في خلق فرص العمل وتحقيق الازدهار في مجتمعاتهم الأهلية.
الميرا بيراسلي هي نائبة الرئيس لشؤون السياسة والتواصل لمنظمة إنديفور، ومركزها في مدينة نيويورك.
كان الجميع ينظر بعين الحسد تجاه أندي فرايري وسانتياغو بيلنكيس. فقد حصل الاثنان مباشرة بعد تخرجهما من الجامعة في التسعينات من القرن العشرين على وظائف محترمة برواتب عالية لدى شركة بروكتور أند غامبل العاملة في بلدهما الأرجنتين، علماً ان شركة بروكتور اند غامبل هي شركة متعددة الجنسيات تنتج منتجات للعناية الشخصية وللاستعمال المنزلي.
كانت ولا تزال فرص العمل صعبة التوفر في الأسواق النامية كالأرجنتين. ولم يكن هناك الكثير من المبتكرين الراغبين في ركوب المخاطر وخلق فرص العمل. وهكذا، ووفق طريقة التفكير المحلية، كان كل فرد يحصل على وظيفة يعتبر محظوظاً. لكن أندي وسانتي المذكورين تركا عملهما في الشركة وركزا كل طاقتهما على إنشاء شركة لبيع التجهيزات المكتبية، تحمل اسم "أوفيس نت" (OfficeNet). استلهما فكرة عملهما من نموذج الأعمال الذي عممته شركة ديل لأجهزة الكمبيوتر لتسويق تجهيزات مكتبية إلى الزبائن من خلال الكتالوغات. ولأنه لم يكن لديهما متجر له واجهة على الشارع، تمكنا من الاقتصاد في التكاليف الثابتة وأصبحا قادرين على تقديم أسعار تنافسية إلى الزبائن.
كانت ردة الفعل التي حصلا عليها من جميع الناس تقريباً بأنهم "مجانين".
وقيل لأندي وسانتي انه من أجل تسليم الطلبات في الوقت المحدد والحصول على زبائن، عليهما ان يدفعا رشاوى وان يزيفا البيانات المالية. تبدو هذه الممارسة غير شريفة في نظر رجال الأعمال الغربيين ولكنها لم تكن كذلك في ذلك الوقت والمكان. كانت بكل بساطة الطريقة المتبعة في ممارسة الأعمال في الأرجنتين.
لم يقبل أندي وسانتي دفع الرشاوى، أو تقديم العمولات، او تزييف البيانات المالية. أراد الاثنان أن يديرا الأعمال بطريقة أخلاقية وشفافة تهدف إلى خدمة الزبون. فقد كانا يحلمان باستنساخ قصة النجاح التي حققها توم ستمبرغ، رجل الأعمال المغامر من بوسطن الذي أنشأ شركة ستيبلز (Staples) للمعدات والأجهزة المكتبية التي تبلغ مبيعاتها السنوية عدة ملايين الدولارات. أراد أندي وسانتي أن يجعلا من شركتهما، أوفيس نت، بمثابة شركة ستيبلز لأميركا اللاتينية. وهذا بالضبط ما قالاه إلى ليندا روتنبرغ عام 1998 عندما كانت قد بدأت بإطلاق منظمة إنديفور.
بذور منظمة إنديفور
كان تأسيس منظمة إنديفور فكرة روتنبرغ لمساعدة رجال الأعمال في الأسواق الناشئة، وهي فكرة نشأت لديها في أحد الأيام عندما كانت تركب في سيارة أجرة في بوينس أيرس. علِمت ان سائق السيارة يملك شهادة في الهندسة، وسألته لماذا يقود سيارة أجرة؟ لماذا لم يكن من رجال الأعمال المغامرين؟
سأل السائق، "ما هو رجل الأعمال المغامر؟" لم يكن قد سمع من قبل عبارة "رجل أعمال مغامر" لأنه في التسعينات من القرن العشرين لم تكن هذه العبارة موجودة في اللغة الإسبانية.
سعت روتنبرغ إلى التفتيش عن رجال أعمال مغامرين في الأسواق الناشئة يملكون رؤيا كبيرة، وشغفاً، وقدرة تأثير عالية. أرادت ان تزودهم بالمرشدين، بالشبكات، والأدوات التي تساعدهم في نقل مشاريعهم إلى المستوى الأعلى.
قد يمكّن هذا الدعم رجال الأعمال المغامرين ذوي التأثير العالي من رفع حجم أعمالهم، وبذلك بناء قطاع خاص نابض بالحيوية، وصديق للاستثمار، ومؤازر لقيام طبقة متوسطة قوية. في نفس الوقت، كانت رؤياها ان هؤلاء الأشخاص قد يلعبون أدواراً ملهمة في مجتمعاتهم الأهلية وفي بلدانهم.
كانت روتنبرغ قد شاهدت الأعجوبة التي حققتها التمويلات الصغيرة عبر مختلف أرجاء أميركا اللاتينية. فمن خلال الحصول على قروض بقيمة 50 او 100 دولار، تمكّن الملايين من متلقي هذه القروض من إنشاء أعمال وسعوا لانتشال أنفسهم من الفقر. وربما كان بإمكان نفس هذه الاستراتيجية ان تساعد شركات الأعمال المكافحة لكي تصبح شركات رئيسية.
كانت روتنبرغ تعرف أن استثمارات بملايين الدولارات كانت تصب في الشركات الكبيرة التي تعمل في الأسواق الناشئة، والتي تملكها عائلات ثرية. ولكن لم يكن هناك أي مستثمرين راغبين في المخاطرة برأسمال لدعم رجال الأعمال مغامرين واعدين بالنجاح من أمثال أندي وسانتي. فقد كانوا قد باشروا في إنشاء شركة أعمال ولكنهم كانوا لا زالوا بحاجة إلى دعم إضافي كي ينموا.
ساعدت منظمة إنديفور أندي وسانتي في تقوية عمليات شركتهما، وإدارتها، وتمويلها. كما ساعدتهما في الحصول على الرأسمال لتنمية أعمالهما دون دفع رشاوى أو اللجوء إلى ممارسات غير أخلاقية. وضعت منظمة إنديفور أندي وسانتي في الاتصال مع توم ستمبرغ من شركة ستيبلز لكي يقدم لهما المشورة حول بناء وتوسيع أعمال شركة اوفيس نت.
بحلول العام 2004، اشترت شركة ستيبلز شركة اوفيس نت وساعدتها لتصبح أكبر شركة مزودة للتجهيزات المكتبية في أميركا اللاتينية. والأهم من كل ذلك، انها غيرت ميدان اللعب في الأرجنتين. فقد تأثرت شركات أعمال أخرى في الأرجنتين بنموذج أندي وسانتي، وبدأت بالاحتفاظ بمجموعة واحدة من السجلات الحسابية الدقيقة ورفضت دفع رشاوى. كانت تسدد فواتير الموردين وتسلم الخدمات إلى زبائنها في الوقت المحدد. وكانت تواقة لتكرار قصة نجاح شركة أوفيس نت.
بحلول العام 2007، كانت شركة أوفيس نت قد أوجدت 700 فرصة عمل.
إنديفور تتوسع
أصبح اليوم حلم ليندا روتنبرغ حقيقة في أسواق 11 بلدا ناميا حول العالم: الأرجنتين، البرازيل، التشيلي، كولومبيا، مصر، الهند، الأردن، المكسيك، جنوب أفريقيا، تركيا والأوروغواي.
وعبر هذا الطريق، تمكن الآلاف من رجال وسيدات الأعمال من تحقيق ازدهار جديد، مثلما حدث مع ليلى فيليز من البرازيل.
ترعرعت ليلى في ضاحية فقيرة في ريو دي جانيرو. كان والدها بواباً ووالدتها خادمة. ووفق الإمكانيات المتاحة أمامها، كان مستقبل ليلى يبدو كئيباً، ولكن كان لديها حلم اكبر.
طوّرت ليلى، مع ابنة عمها زيكا، "طريقة للعناية بالشعر" في صالون للتجميل، تركزت على مادة اخترعتاها، لتمليس الشعر، لا يمكن بيعها على رفوف المتاجر. أرادت ليلى وزيكا فتح صالون تجميل، على أمل أن تأتي النساء المهتمات بهذه المادة إلى ذلك الصالون لمعالجة شعرهن على يد اختصاصي في هذا المجال.
"مجانين"، قال لهما الناس. قيل لهن، "الناس الفقرÃء في الضاحية الفقيرة لا يستطيعون دفع المال لتسريح شعرهم"، ولكن ليلى وزيكا كانتا تعرفان ما هو غير ذلك. قالت ليلى لي في أحد الأيام، "الناس الفقراء يرغبون في أن يحسوا بجمالهم هم أيضا".
لم تكن لدى ليلى أو زيكا أية شهادات جامعية في مادة الكيمياء. ولم تعملا أبداً في مختبر أبحاث وتطوير. ولكن بفضل سنوات من العمل في صالونات التجميل بدأتا تصنعان محلولا لتمليس الشعر من ابتكارهما. لم تحصلا على نتيجة ناجحة في بادئ الأمر. فقد سقط شعر زوجيهما بعد معالجته بإحدى التركيبات، ولكن التجارب تواصلت.
ولكن، في نهاية المطاف، نجح المُنتَج وأطلقتا عليه اسم "بيليزا ناتورال" (الجمال الطبيعي). ثم سَعتا لفتح أول صالون تجميل لهما. وخلال السنة الأولى من العمل أصبحت مادة العناية بالشعر التي ابتكرتاها شعبية إلى درجة ان النساء كن ينتظرن دورهن لأربع ساعات لمعالجة شعرهن بمنتج بيليزا ناتورال.
عرفت ليلى وزيكا انهما ابتكرتا شيئاً ذا تأثير كبير. وعند ذلك قابلتا المسؤولين في منظمة إنديفور.
ساعدت منظمة إنديفور في وضع سيدتي الأعمال هاتين في مجال العناية بالشعر على اتصال مع أهم قادة الأعمال البارزين في البرازيل. وجّه قادة الأعمال هؤلاء الاثنتين اللتين ابتكرتا مادة بيليزا ناتورال إلى فتح معمل تصنيع خاص بهما وشجعوهما على فتح صالونات تجميل أخرى في مدينة ريو. والأكثر أهمية، كما تقول ليلى، "منحتني منظمة إنديفور الثقة للإيمان بأحلامي، التفكير على نطاق كبير، والإيمان بأني أستطيع ان أكون قائدة أعمال كبيرة أيضاً."
يعمل اليوم لدى شركة بيليزا ناتورال اكثر من ألف موظف، وتدير الشركة ستة صالونات تجميل في البرازيل ومعمل تصنيع. كما حققت في عام 2008 إيرادات تجاوزت 30 مليون دولار أميركي.
دليل منظمة إنديفور للنجاح
خلال التدقيق في الآلاف من المرشحين لتلقي مساعدتها، أصبحت منظمة إنديفور تدرك بأن الذين لديهم إمكانيات تأثير عالية يدخلون إلى العملية في مراحل مختلفة، وفي صناعات مختلفة، ويحتاجون إلى أشكال دعم مختلفة. لا يوجد تعريف واحد ينطبق على الجميع "لرجل الأعمال المغامر صاحب التأثير العالي"، ولكن كقاعدة تبحث منظمة إنديفور عن مبادرين من أصحاب الرؤيا يديرون شركات أعمال ذات إمكانيات عالية تظهر الابتكار، وتحقق إيرادات سنوية تتراوح بين 500 ألف و20 مليون دولار أميركي. تشمل محفظة زبائن منظمة إنديفور شركات مزودة لتكنولوجيات المعلوماتية، مهندسين مدنيين ومعماريين، مصممي أزياء، وحتى جزارين.
بعد ان يتم انتقاؤهم، تزود المنظمة إنديفور إلى رجال الأعمال المبادرين ذوي التأثير العالي خدمات مصممة حسب حاجة كل رجل أعمال مغامر. خلال السنوات الإحدى عشرة الماضية، أنشأت المنظمة إنديفور شبكة فينتشور كور (VentureCorps) النشطة، وهي شبكة تضم قادة أعمال محليين ودوليين يقدمون النصيحة المجربة، وأسماء الأشخاص الممكن الاتصال بهم، ويدعمون تلبية الحاجات التي يحتاج إليها رجال الأعمال المغامرون. تركز خدمات منظمة إنديفور على تزويد الإرشاد الخاص إلى قادة الأعمال المحليين والعالميين، والى أصحاب المواهب الإدارية العاملين لدى شركات ناجحة وتخرجوا من أهم كليات الأعمال وتأمين الوصول إلى شبكات يصعب اختراقها.
منظمة إنديفور هي بصورة أساسية نموذج للتنمية: مهمتنا هي تمكين شركات الأعمال المغامرة العالية التأثير بأن تزدهر في دول نامية كما ازدهرت في أميركا الشمالية. لنأخذ في الاعتبار مثلاً سيليكون فالي. مجتمع كاليفورنيا الذي أصبح يعرف بأنه منجم الابتكار في حقل تكنولوجيا المعلوماتية ليس مجرد مجموعة من رجال الأعمال المغامرين، بل يضم جامعات تملك قدرات عظيمة في حقل الأبحاث والتطوير، مستثمرين راغبين في تحمل مخاطر حقيقية، مستشارين يزودون الدعم الحاسم، ومجتمعا يكرّم المبادرة التجارية المغامرة.
في العام 2006، قابلت في أوروغواي توماس فريدمان الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز، عندما كان مجتمعاً مع عدد من رجال الأعمال الذين حصلوا على مساعدات من إنديفور من ذلك البلد. كان يتعرف للمرة الأولى على العمل الذي تقوم به منظمة إنديفور في إطلاق العنان للمبادرات ذات التأثير العالي حول العالم.
جلست بجواره، ولاحظت كيف كان يهتم برجال الأعمال المغامرين وبأفكارهم. بعد أسابيع قليلة، تبادل الرسائل مع المديرة التنفيذية الرئيسية لمنظمة إنديفور، ليندا روتنبرغ. تكلما حول كيف ان جهود منظمة إنديفور تمثل تجسيداً للمبادئ التي وصفها فريدمان في كتابه "العالم مسطح"، المنشور عام 2005 حول العولمة. منظمة إنديفور تجعل المجتمعات أكثر أماناً، في الحين الذي تساعد فيه أيضاً البلدان في الانتقال من المساعدات الدولية إلى الاستثمار الدولي.
في طبعة منقحة لكتاب "العالم مسطح" نشر عام 2007، أضاف توماس فريدمان فصلاً حول عمل منظمة إنديفور. وصف في هذا الفصل نموذج منظمة إنديفور وكيف تقوم بتشجيع رجال الأعمال المغامرين الواعدين في السعي لتحقيق أحلامهم.
كتب فريدمان يقول، "في أحيان كثيرة تجري مناظرات حول مكافحة الفقر ولكن لا تجري مناظرات مؤيدة لمبادرات الأعمال المغامرة." وأضاف، "القوة الملهمة لقصة نجاح أي شركة أعمال محلية لا يُعدّ ولا يُحصى: فليس هناك أي حافز أعظم من أن ينظر الفقير إلى واحد مثله تمكن من تحقيق نجاح كبير بحيث يقول: "إذا استطعت أنت فعل ذلك، يمكنني أنا أيضاً ذلك."
_______________
الآراء الواردة في هذا المقال لا تعكس بالضرورة وجهات نظر أو سياسات الحكومة الأميركية. **** | |
|