dreamnagd عضو مؤسس
MMS : الجنس : الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 810 نقاط : 13320 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 05/05/1967 تاريخ التسجيل : 02/12/2009 العمر : 57 الموقع : الرياض في قلب الجزيرة العربية العمل/الترفيه : أعمال حرة المزاج : رايق
| موضوع: برنامج "شارع سمسم" يحتفل ببلوغه سن الأربعين الجمعة ديسمبر 04, 2009 1:24 pm | |
| من كاري لوينثال ميسي، المراسلة الخاصة لموقع أميركا دوت غوف واشنطن – لا يزال محمد القاسم يذكر الدورس الأساسية التي تلقاها في طفولته وبينها: العد إلى 10 والألف باء، وكيف ينتظر دوره وأهمية غسل اليدين. ويتذكر أنه تلقى هذه الدروس عن طريق الأغاني والأناشيد التي قدمتها وأدتها الدمى في برنامج "إفتح يا سمسم" الذي يذاع على تلفزيون بلده الكويت.
ظهر برنامج افتح يا سمسم العربي المحلي الموجه لأطفال الشرق الأوسط لأول مرة في العام 1979 على أساس البرنامج التربوي الشهير شلرع سمسم (سيسيمي ستريت). وأقام برنامج افتح يا سمسم قيمه الأساسية، وهي تربية وتعليم الأطفال ومحبة التعلّم واحترام النفس وفهم الآخرين، على نفس القيم التي قام عليها برنامج شارع سمسم الأصلي الذي يحتفي في هذا العام 2009 ببلوغه عامه الأربعين.
وكانت هيئة الإذاعات الأميركية العامة قد بثت أول حلقة من برنامج شارع سمسم يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر 1969. وقد أصبح الآن برنامج تربية وتعليم الأطفال المستمر لأطول فترة من الزمن. ولا يزال البرنامج فريدا من حيث خلقه نهجا خاصا يربي الأطفال ويعلمهم ويعبّر عن انطوائه على أحدث الفلسلفات التربوية والتعليمية. من قبيل المثال على ذلك أنه بالإضافة إلى دروس الحساب والقراءة العادية تشترك الدمية آبي كادابي وأفرد فصل صفها ويتعاونون في نمط خلاّق وتفكير مدقق في حل المسائل معا بأسلوب جماعي بدون اللجوء إلى المعلم.
تقول روزماري تروغليو، نائبة رئيس التعليم والأبحاث في مشغل سمسم، في بيان صحفي بالمناسبة "إن حل المسائل يتطلب منا العمل مع الآخرين – نحن لا نستطيع حلها وحدنا. نحن نريد أن نرى المعلم كعامل ميسر لا مجرد إنسان يقدم الجواب." والمعروف أن مشغل سمسم هو المنظمة غير الربحية التي تتخذ مقرها في مدينة نيويورك وتوفر الدعم لبرنامج شارع سمسم بالإضافة إلى وسائل التواصل التربوي والتعليمي الأخرى.
وكان تعليم الأطفال التفكير بطرق وأساليب جديدة هو الذي حدد منذ نشأته معالم برنامج شارع سمسم و25 غيره من البرامج الشريكة التي تنتج دوليا.
وقد صرح محمد القاسم لنشرة أخبار وورلدفوكاس بقوله إنه "كان لإفتح يا سمسم تأثير كبير عليّ كإنسان. فقد أمدّني بطريقة بديلة للتعلم لم توجد آنذاك."
وها هو برنامج شارع سمسم في عيد ميلاده الأربعين يمدّ تأثيره إلى أكثر من 140 بلدا منها في الشرق الأوسط مصر والأردن وإسرائيل والضفة الغربية.
يعمد المؤلفون الذين يكتبون حلقات برنامج شارع سمسم إلى الاجتماع بالمربين وقادة التعليم المحليين في كل منطقة للاتفاق على وضع أجندة وجدول لإنتاج البرنامج. فمهمة البرنامج هي معالجة المسائل والقضايا التعليمية والاجتماعية الملحّة ومساعدة الطلبة في التغلب على التحديات التي قد تواجههم. وأدت هذه المهمة إلى اتباع منحى خاص وتركيز مختلف بالنسبة للإنتاج الخاص بالشرق الأوسط.
يتمتع عالم سمسم، الإنتاج المصري لشارع سمسم، بشعبية هائلة في كل البلاد ويساعد في تعزيز هدف الحكومة المصرية في زيادة انتشار تعليم القراءة والكتابة للفتيات. وقد خلق منتجو البرنامج شخصية "خوخة" الدمية البالغة 4 سنوات من العمر تغنّي عن حلاوة التعليم وتحلم بكل الأعمال والمهن المختلفة التي تتطلع إلى ممارستها.
وقد دأبت خوخة على الظهور يوميا على التلفزيون المصري منذ العام 2000 وعلى القنوات الفضائية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ العام 2003 باعثة بظهورها وشخصيتها رسالة إلى الفتيات مفادها أنهن يستطعن أن يحققن ويكنّ ما يردن عندما يكبرن.
صرحت أم مصرية لثلاث بنات صغيرات لمشغل سمسم بقولها "الجميع يريدون (خوخة) نموذجا مثاليا ويريدون أن يكونوا أذكياء سريعي البديهة مثلها."
وتشير دراسات لتأثير البرنامج أجراها مشغل سمسم أن رسالة خوخة وزملائها في عالم سمسم قد ولّدت تغييرات إيجابية بالنسبة للمساواة بين الجنسين وتعلم القراءة والكتابة والحساب عند المشاهدين في مصر.
وركز الإنتاج الأردني لشارع سمسم بعنوان "حكايات سمسم" جزئيا على تعليم البنات ومحاولة دمج الفكاهة والطرافة المناسبة للأطفال في حين يعرض أيضا ثقافة تربوية عصرية في الأردن تعتمد على استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية. فطنطن وجلجل، الدميتان بطلا البرنامج غنيان بخيالهما وتصوراتهما وهما خفيفا الظل يشكلان ثنائيا طريفا من صديقين حميمين. طنطن مرح ومنفتح ومتفائل بينما يمثل جلجل الصبر والتأني ويعشق الكمبيوتر.
يعرّف برنامج حكايات سمسم من خلال شخصياته بتراث الأردن الثقافي الغني. ويقول المخرج التنفيذي للبرنامج خالد حداد إن البرنامج يعمل في الوقت ذاته على تنمية الاحترام الذاتي عند مشاهديه ذكورا وإناثا.
أما في إسرائيل والضفة الغربية فإن البرنامج يميل إلى التشديد على رسالة تدعو إلى التحمّل والتسامح وتقبّل الطرف للطرف الآخر في مجتمعات متنوعة.
فعندما أنطلقت سلسلة جديدة من حلقات البرنامج الإسرائيلي "ريشوف سمسم" في العام 2006 دشن المسؤولون الإسرائيليون لوحة جديدة باسم شارع سمسم باللغتين العبرية والعربية في حيفا رمزا للرسالة المجتمعية المشتركة التي يريد البرنامج إيصالها.
وينتهج ريشوف سمسم النموذج التعاوني في دروسه وبشكل سلمي في حل المشاكل من خلال القصص وعمل الدمى معا من أجل التوصل إلى الحلول الودّية لمشاكلهم. من قبيل المثال على ذلك أنه تم حل الجدل الذي قام حول أرنب دمية بالتوصل إلى ابتكار خطة للمشاركة بين الدميتين المختلفتين بحيث تحتفظ كل منهما بالأرنب في ليال مختلفة متفق عليها.
ويهدف الإنتاج الإسرائيلي لشارع سمسم إلى التعبير عن المجتمع الإسرائيلي الجديد المتنوع وتصوير تنامي الجاليات الروسية والإثيوبية الإسرائيلية.
تقول ألونا آبت المديرة التنفيذية لقناة هوب، الشبكة التي تذيع برنامج ريشوف سمسم، إن تصوير المجتمع كمجتمع سلمي متنوع "يظهر للأطفال الأمل ويبين لهم الطريق التي يمكن أن تكون عليها الحياة إذا استطاعوا الإيمان بأنفسهم وبالآخرين .. وكيف يكونون سعداء عندما يكبرون."
شارع سمسم الفلسطيني، شأنه شأن البرنامج الإسرائيلي لا يلمح بشكل مباشر إلى السياسة والأوضاع السياسية في المنطقة، لكنه يعلم التسامح والتعاطف. ويركز البرنامج اهتمامه على تعليم عيش الحياة بشكل إيجابي وبأمل وبتوجيه الشباب نحو حياة مفعمة بالنشاطات الصحية التي تعزز مجال التنفيس عن ضغوط الحياة اليومية وتجاربها. فالدمى، شخصيات البرنامج، تمارس الرياضة وتهتم بالطائرات وتنضم إلى النوادي الكشفية كأمثلة على الأمور التي يمكن أن يمارسها الصبيان.
تقول الدكتورة كايرو عرفات مستشارة مضمون البرنامج "نريد أن نبين للصبيان أنهم قادرون على الاستمتاع بالحياة والتشارك والمشاركة دون محاولة إثبات أنهم أقوياء أشداء ودون اللجوء إلى العنف."
في غضون ذلك يسعى مشغل سمسم الآن إلى إذاعة برنامج شارع سمسم في قطاع غزة. فبث إرسال تلفزيون الضفة الغربية لا يصل غزة في الوقت الحاضر.
وقد صرح غاري كنل، رئيس مشغل سمسم في مؤتمر صحفي له في القدس في 21 تشرين الأول/أكتوبر 2009 بقوله "أعتقد أن هناك حاجة لمشاهدة البرنامج وسنستخدم كل وسيلة ممكنة لإيصاله إلى الأطفال."
وفي حين أن المحاولة ما زالت مستمرة لإيصال البرنامج إلى غزة فإن حضور شارع سمسم العالمي أصبح كما وصفه كنل "أطول شارع في العام."
يحصل كل من الإنتاج المصري والأردني والفلسطيني المشترك مع شارع سمسم على معظم التمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ومن الأموال الإضافية التي تتوفر من القطاع الخاص المحلي في كل بلد.
**** | |
|