حملة مشتركة تشنها الولايات المتحدة ودول جنوب ووسط آسيا لمكافحة شلل الأطفال

حملة مشتركة تشنها الولايات المتحدة ودول جنوب ووسط آسيا لمكافحة شلل الأطفال
(الجهود المشتركة مع منظمة المؤتمر الإسلامي تجعل الاستئصال أمرا ممكنا)

من كاري لوينثال ميسي، المراسلة الخاصة لموقع أميركا دوت غوف
واشنطن –سيبدأ قريبا بفضل سلسلة
من الشراكات العالمية توزيع لقاح جديد لشلل الأطفال، يجري استخدامه حاليا
في أفغانستان، في كل من الهند وباكستان ونيجيريا الأمر الذي من شأنه أن
يحيي آمال التوفر السريع والدائم للقاح ضد شلل الأطفال في الدول التي
تكافح من أجل استئصال المرض.

والمصل الجديد، الذي يجري
توزيعه في أفغانستان ابتداء من 15 كانون الأول/ ديسمبر، ثنائي التكافؤ،
ويوفر الحماية ضد نمطين من سلالات فيروس شلل الأطفال في نفس الوقت، مما
يؤدى إلى تقليص عدد المرات التي يجب تطعيم الشخص فيها. ولا تزال الأمصال
الأحادية التكافؤ التي تحمي ضد سلالة واحدة في وقت واحد مفيدة ولكنها
تستدعي جولتين من التطعيم تستغرقان عدة أشهر، الأمر الذي يشكل صعوبة في
الوصول إلى جميع السكان.

ومن أجل التمكن من توزيع
الأمصال الجديدة، تعمل أفغانستان مع المبادرة العالمية لاستئصال شلل
الأطفال، وهي عبارة عن مجهود عالمي بقيادة المراكز الأميركية لضبط الأمراض
والوقاية منها، ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة
(اليونيسيف) و منظمة الروتاري الدولية، وهي منظمة تطوعية عالمية بدأت في
شيكاغو في عام 1905. كما تتلقى المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال
دعما كبيرا من مؤسسة بيل وميليندا غيتس ( http://www.america.gov/st/foraid-arabic/2009/April/20090408155340ssissirdile6.953067e-02.html )، وهي منظمة خاصة مقرها في سياتل بولاية واشنطن.

وستوفر المبادرة العالمية
المصل الثنائي التكافؤ في الهند، باكستان ونيجيريا بحلول كانون
الثاني/يناير 2010 ريثما يتم الحصول على الموافقات على التراخيص.

ومنذ إنشائها في عام
1988، عملت المبادرة العالمية مع الحكومات الوطنية على تطعيم زهاء 2.5
بليون طفل في العالم. وقد خفضت جهودها من حالات الإصابة بشلل الأطفال
بنسبة 99 حيث انخفضت الحالات من 350 ألف حالة في عام 1988 إلى أقل من ألفي
حالة عام 2008، وفقا لما ذكرته منظمة روتاري الدولية.

على الرغم من النجاح الذي
حققته المبادرة، فإن شلل الأطفال ما زال متوطنا - يحدث في الطبيعة - في
باكستان وأفغانستان والهند ونيجيريا. وهناك ثلاث سلالات من شلل الأطفال،
ولكن النمط 2 قد تم استئصاله بالفعل؛ ولم يبق إلا النمطين 1 و3 من الفيروس
المسبّب للشلل. والأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.

وقد تعهدت القيادة
القومية في كل بلد من البلدان الموبوءة بتقديم دعمها للجهود الرامية إلى
استئصال شلل الأطفال والقضاء عليه. وذكر بيان حقائق أصدرته المبادرة
العالمية أن الهند رصدت 657 مليون دولار من أجل التخلص من شلل الأطفال
للعامين 2010 و 2012. في أفغانستان، أطلقت وزارة الصحة العامة في البلاد
بالشراكة مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أياما من الحملات الدعاية
لتحصين الأطفال ضد المرض الهدف منها تشجيع المجتمعات المحلية على تطعيم
أطفالها.

كما قامت باكستان بحملات
توعية بارزة لتوعية الناس بشأن التحصين ضد شلل الأطفال، ومن الأمثلة على
ذلك قيام الرئيس آصف علي زرداري بتعيين ابنته، آصفة بوتو زرداري، سفيرة
للحملة الرامية لاستئصال شلل الأطفال. وفي عام 1994، قامت زوجة زرداري
الراحلة، رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو، بإعطاء آصفة أمام الملأ
الجرعة الأولى من مصل شلل الأطفال في باكستان عندما بدأت البلاد حملتها
الأولى من أجل استئصال المرض، حيث استخدمت طفلتها للتدليل على سلامة
وأهمية هذا الجهد. وأصدرت هيئة الخدمات البريدية الباكستانية طابعًا يظهر
ذلك التطعيم في عام 1994 إلى جانب صورة آصفة اليوم بصفتها سفيرة لاستئصال
شلل الأطفال.

وفي حين يظل دعم الحكومات
الوطنية حاسما، غير أن المبادرة العالمية لا تزال تواجه تحديات في الوصول
إلى الأطفال الذين يقطنون في مناطق النزاع وفي تبديد المخاوف حول سلامة
التطعيم التي حالت دون إتمام مبادرات التحصين السابقة وأسفرت عن أعداد
متزايدة من حالات العدوى. وللتغلب على هذه العقبات، تحتاج المبادرة
العالمية إلى تأييد الحكومات المحلية، وزعماء القبائل والشخصيات الدينية.

ولتشجيع التعاون في الجهود المبذولة لاستئصال شلل الأطفال، أعلن الرئيس أوباما في خطابه الذي ألقاه في جامعة القاهرة ( http://www.america.gov/st/peacesec-arabic/2009/June/20090604131858bsibhew0.1580774.html
) يوم 4 حزيران/ يونيو أن الولايات المتحدة ستعمل بالشراكة مع منظمة
المؤتمر الإسلامي من أجل القضاء على شلل الأطفال. ومنظمة المؤتمر الإسلامي
هي تجمع بين الحكومات يضم في عضويته أفغانستان، باكستان، نيجيريا وسائر
الدول ذات الغالبية المسلمة. وقد دشنت الولايات المتحدة ومنظمة المؤتمر
الإسلامي رسميا هذا الجهد المشترك بإقامة حلقة نقاش يوم 2 كانون الأوّل/
ديسمبر في مقر اليونيسيف في نيويورك.

وقال عبد الوهاب، سفير
منظمة المؤتمر لبعثة المراقبة الدائمة للمنظمة لدى الأمم المتحدة في
نيويورك في كلمته الافتتاحية "إن التدشين الرسمي اليوم للتعاون بين
الولايات المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي بشأن استئصال شلل الأطفال يمثل
خطوة كبيرة هامة إلى الأمام."

وأشار الدكتور بروس
أيلورد، مدير المبادرة العالمية في منظمة الصحة العالمية أن تعاون منظمة
المؤتمر الإسلامي يعزز الجهود المبذولة للإشراف على عملية التطعيم في
المناطق التي يصعب الوصول إليها، التي تمزقها الصراعات. وقد بدأت منظمة
المؤتمر الإسلامي بالفعل تؤمن الدعم السياسي والديني الضروري على مستوى
المجتمع للتطعيم ضد شلل الأطفال في أفغانستان، وباكستان ونيجيريا.

وذكر بيان حقائق أصدرته
منظمة المؤتمر الإسلامي ولخصت فيه مبادراتها الخاصة باستئصال شلل الأطفال
أن المنظمة قد تحدثت مع رؤساء هذه الدول حول توزيع الفتوى الصادرة في شهر
آب/أغسطس عن أكاديمية الفقه الإسلامي الدولية. وتدعو الفتوى أولياء الأمور
إلى تطعيم أطفالهم وتوضح أن القرآن الكريم يأمر بتحصين الأطفال ضد الأمراض
التي يمكن تجنبها.

وأوضح السفير فريدرك
بارتون، الممثل الأميركي في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم
المتحدة، في مداولته في حلقة نقاش اليونيسيف، أن نجاح استئصال شلل الأطفال
يعتمد أيضًا على وجود الثقة بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي
والولايات المتحدة وجميع الشركاء المساهمين.

وقال بارتون "إنني هنا
أؤكد فعلا نيابة عن حكومة الولايات المتحدة وشعبها أننا نريد المساعدة في
بناء تلك الثقة ونريد تقديم حلول بناءة، والرجاء منكم أن تطلبوا منا
القيام بذلك."

واقترح بارتون أنه مع
معرفة التحديات ووضع الفريق القوي في المكان المناسب للتغلب عليها، فإن
على العالم أن يستلهم من الجهد الناجح الذي بذل للقضاء على الجدري حول
الكرة الأرضية. وأضاف أنه بعد 13 عاما من تطعيم الناس ضد الجدري، فلم
يستغرق الأمر سوى خمس سنوات أخرى للقضاء على هذا الفيروس من البلدان
الثلاث التي كان لا يزال يوجد فيها الفيروس؛ وبحلول عام 1980، كان المجتمع
الدولي قد حقق هدفه.

وقال عضو حلقة النقاش جيم
لاسي، رئيس فريق العمل المعني بمجهودات استئصال شلل الأطفال للوßايات
المتحدة في الروتاري الدولي إن تكرار هذا النجاح مع شلل الأطفال، ليس فقط
من شأنه أن يعطي الأمل والفرص للأطفال في كل مكان، بل أيضا أن يكون
"نبراسا للأمل من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية الأخرى". وأفاد تقرير أصدره
مشروع الدليل الحي الذي جاء بمبادرة من مؤسسة غيتس أن حملات التحصين ضد
شلل الأطفال قد سمحت بالفعل بإدارة لقاحات الحصبة وتوزيع الفيتامينات
والناموسيات الواقية من البعوض.

وشدد المشرف على حلقة
النقاش الدكتور ويليام فويغ، الزميل البارز في برنامج الصحة العالمي في
مؤسسة غيتس والمدير السابق لمراكز ضبط الأمراض والوقاية منها على أهمية
تنفيذ مبادرة استئصال شلل الأطفال حتى النهاية.

وقال: "إن المستقبل حين
يتذكرنا لن يشكرنا أو يشيد بفضلنا على مجرد إطلاق برنامج استئصال شلل
الأطفال، بل سيتذكرنا، وهذا هو الأهم، لقدرتنا على استكماله بنجاح."
****

» الولايات المتحدة تتحول إلى استراتيجية مستدامة في جهودها لمكافحة مرض الإيدز
» الولايات المتحدة: عمليات تبني الأطفال الدولية ضرورية لرعاية إحتياجاتهم
» الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة توقعان اتفاقا نوويا
» الولايات المتحدة تحتفل باليوم العالمي للمعوقين
» الولايات المتحدة تنتقد محاكمة المعارض الصيني ليو شياوبو