هل يجوز أن أبدأ بأكثر من ختمة في وقت واحد دون الانتهاء من الختمة
الأولى ، يعني أن أبدأ بالثانية والأولى معا ، وأختمهما معا ؟ وجزاكم الله
ألف خير.***الحمد للهالقرآن الكريم كلام الله عز وجل ،
وتلاوته من أفضل العبادات وأحب القربات ، وكلما أكثر المسلم من تلاوته
وقراءته ناله من الأجر العظيم ، والثواب الجزيل .عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ،
وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ ، وَلَكِنْ
أَلِفٌ حَرْفٌ ، وَلَامٌ حَرْفٌ ، وَمِيمٌ حَرْفٌ )رواه الترمذي (2910) وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي ".وهذا
الأجر يحصل لمن قرأ أي سورة من القرآن ، سواء كان ذلك أثناء ختمة مرتبة ،
أو في صلاته ، أو في قراءة عارضة له ، لم يراع فيها ختمة معينة .غير
أن الأفضل للتالي أن يتابع ختمته من أول القرآن إلى آخره ، وبترتيب السور
في المصحف ، وألا يبدأ في ختمة حتى ينتهي من التي شرع فيها قبل ذلك ، وهذا
هو هدي السلف في ذلك ، وهو الذي جاء فيه التوقيت في ختم القرآن في شهر أو
أقل من ذلك .ولا ينبغي له أن يخالف ذلك فيشرع في ختمة أخرى إلا
لسبب يدعو إلى ذلك ؛ كأن تكون له ختمة في صلاته وختمة أخرى خارج الصلاة ،
أو تكون له ختمة نظرا من المصحف وأخرى عن ظهر قلب ، أو تكون له ختمة حدرا
، يراعي فيها الإكثار من التلاوة ، وأخرى للتدبر والتفقه لا يبالي أن يكون
ما قرأ فيها قليلا أو كثيرا ، أو نحو ذلك من الوجوه المعتبرة .ولقد
يُخشى على من يشرع في ختمة أخرى ، بلا مسوغ مقبول ، أن يكون ذلك من
استعجاله ، وعدم صبره حتى يتم المحصف إلى نهايته ، إضافة لما فيه من
المخالفة لما هو معروف من هدي السلف في ذلك .ويراجع لمعرفة هدي السلف في ختم القرآن : " التبيان في آداب حملة القرآن" ، للإمام النووي رحمه الله (75-82) .والله أعلم .المصدر:موقع الإسلام سؤال وجواب