كلينسمان: بطولة المفاجآت

سيظل اسم يورجن كلينسمان لصيقاً بتسمية "حكاية 2006 الصيفية"
بعدما قاد مدرب المانشافت السابق منتخب بلاده، صاحب الضيافة خلال كأس
العالم ألمانيا 2006 FIFA إلى المربع الذهبي وسط فرحة جماهيرية منقطعة
النظير.


وجالت صور احتفالات المشجعين العالم بأكمله وخلدت بذلك
لحدث عالمي سيبقى محفوراً في ذاكرة الكرة العالمية إلى الأبد. وكان كلينسي
قد ساهم بشكل حاسم في هذا النجاح الرياضي الكبير الذي شهد بداية مسيرته
التدريبية، إلا أن المهاجم السابق وضع حداً لمشواره مع الإتحاد الألماني
بعد نهائيات كأس العالم ألمانيا 2006 FIFA.


وعاد كلينسمان إلى الساحة الكروية عندما وقّع في
يوليو/أيار 2008 لتدريب العملاق البافاري بايرن ميونيخ، بيد أنه أقيل من
منصبه بعد عشرة أشهر فقط. أما مسيرة كلينسي ذو 45 سنة كلاعب فكانت حافلة
بالألقاب خاصة وأنه توّج مع المنتخب الألماني بالكأس العالمية الغالية سنة
1990 ولقب بطولة الأمم الأوروبية عام 1996 كذلك، كما لعب لأندية أوروبية
مرموقة مثل بايرن ميونيخ والإنتر بالإضافة إلى توتنهام هوتسبرز الإنجليزي.


وأجرى موقع FIFA.com لقاءاً حصرياً مع
اللاعب الألماني السابق المقيم بولاية كاليفورنيا، حيث أبدى صاحب 108
مباراة دولية رأيه حول نتائج قرعة كأس العالم FIFA والمرشحين للفوز
بالكأس، كما تحدث عن حظوظ المنتخب الألماني في نهائيات كأس العالم جنوب
أفريقيا 2010 FIFA.


مرّت أقل من ثلاثة أسابيع على إجراء القرعة
النهائية واكتشف العالم هوية المنتخبات التي ستتبارى فيما بينها خلال
الدور الأول من منافسات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA، هل تابعت مجريات القرعة؟ وماذا يمكنك أن تقول عن الحدث الذي شهدته مدينة كايب تاون؟
تابعت
بالطبع مجريات القرعة عبر شاشة التلفاز، ويسعدني أن تكون انطلاقة كأس
العالم ناجحة بهذا الشكل. لقد نجح البلد المضيف في تقديم صورة حول ما
سيكون عليه العرس العالمي العام المقبل، كما أبهرني عمل المنظمين كثيراً.


ما هو الإنطباع الذي خلفه لديك البلد المضيف جنوب أفريقيا؟ وماذا يمكن أن نتوقع أن يحدث في العام المقبل؟
أتوقع
أن تكون بطولة كأس العالم رائعة ولا ينبغي مقارنتها بالدورات السابقة
لأنها استثنائية بكل المقاييس. فهي المرة الأولى التي تستضيف فيها القارة
السمراء حدثاً من هذا النوع. وأعتقد أنه من واجبنا جميعا أن نقوم بالدور
المنوط بنا على أكمل وجه لإنجاح هذه البطولة المدهشة.


فيما يتعلق بنتائج القرعة، ما هو رأيك بالمجموعات؟
هناك
مجموعات تضم ثلاثة منتخبات قوية جداً وهناك كذلك مجموعات أرى أنها تتشكل
من أربع فرق على نفس الدرجة من القوة. غير أنه يصعب كثيراً التكهن بما
سيحدث لأن جميع المنتخبات تقريباً ستتنافس في ظروف لم تعهدها من قبل حيث
عامل الإرتفاع وفصل الشتاء إلخ. ومن المتوقع أن تكون بطولة المفاجآت
بامتياز.


كيف ترى حظوظ الفرق المرشحة مثل البرازيل وإنجلترا والأرجنتين وبطبيعة الحال منتخب البلد المضيف جنوب أفريقيا؟
أنا
مقتنع أنه نادراً ما اجتمع في بطولة كأس العالم هذا العدد الكبير من
المنتخبات المرشحة. إذ أن هناك، على الأقل، ثمانية منتخبات تستطيع أن
تنافس على الكأس العالمية حيث تملك كل المقومات لتحقيق الهدف المنشود.
ستكون هذه البطولة متكافئة جداً ويجب ألا أن ننسى أننا على بعد نصف عام من
انطلاق البطولة ويمكن للكثير من الأمور أن تتغير.


من ترشح للفوز باللقب العالمي؟
كل
المنتخبات التي توجد على رأس المجموعات تعد مرشحة بطبيعة الحال، بالإضافة
إلى بعض المنتخبات التي لا تترأس مجموعاتها وأخص بالذكر فرنسا والبرتغال.
وما عدا ذلك، هناك فرق قوية لكن بحظوظ أقل مثل كوت ديفوار وأيضا منتخب
تشيلي الذي قدم أداءاً قوياً خلال التصفيات.


من هم اللاعبون الذين سيتركون بصمتهم في هذه الدورة أو من اللاعب الذي يمكنه فعل ذلك؟
لا
يمكن لأي لاعب أن يتألق بدون مساندة زملائه. وبطبيعة الحال هناك العديد من
النجوم الذين يمكنهم أن يقولوا كلمتهم في هذه الدورة مثل ميسي وكاكا
ودروجبا وكريستيانو رونالدو. وفي المقابل يجب أن يكون زملاؤهم أيضا في
أحسن حال.


وفيما يخص مجموعة المنتخب الألماني، ماذا يمكنك أن تقول بخصوص خصوم المانشافت في الدور الأول: أستراليا وصربيا وغانا؟
إنها
مجموعة في المتناول، إذ كان سيكون الأمر أكثر صعوبة وأكثر سهولة أيضاً.
صربيا منتخب بإمكانه أن يخلق بعض المشاكل للمنتخب الألماني. كما أنني لست
مرتاحاً إزاء الأستراليين الذين يلعبون باندفاع بدني وقتالية كبيرة لا
سيما وأنهم كانوا قاب قوسين أو أدنى من الإطاحة بالمنتخب الإيطالي في
2006. علاوة على أن مشاركة الفرق الأفريقية ستكون مثيرة للإهتمام على غرار
المنتخب الغاني.


ما هي النصائح التي يمكنك أن تسديها ليواكيم لوف وفريقه؟
تدخل
دائما ألمانيا النهائيات وعينها على الكأس، وبمساعدة القليل من الحظ
يمكنها بلوغ غايتها. فمنذ 2004 لم يقبل منتخب ألمانيا أقل من نصف النهائي
في جميع البطولات التي خاضها، وبعد ذلك تلعب بعض الأمور البسيطة دورها.
أصبح المنتخب الألماني يلعب بشكل أفضل بعد أن أثرى تشكيلته بلاعبين جدد
مثل نجم نادي فيردر بريمن الصاعد مسعود أوزيل.


هل شعرت بشيء من الحنين عند مشاهدتك للقرعة، لاسيما وأنك كنت مدربا للمانشافت خلال قرعة كأس العالم الأخيرة؟
الحنين ليست الكلمة المناسبة. بالعكس، يسرني حضور كأس العالم كما أنني سعيد بمهنتي الجديدة كخبير كروي لإحدى القنوات التلفزيونية.


هل تشعر بالندم بعد استقالتك من منصبك، وأنك لم تواصل المشوار مع المنتخب الألماني؟
لست من النوع الذي ينظر إلى الوراء، ففي الظروف السابقة لم أكن أملك خيارا آخراً. فأسرتي هي أولويتي بكل بساطة.


وكما ذكرت قبل قليل، ستمارس مهنتك كخبير كروي على بعد أمتار من أرضية الملعب. هل سيزعجك هذا الأمر؟
أشعر بالتوتر حيال ذلك، ولكني سآخذ الأمور بليونة وأتمنى أن أروق للمشاهدين.


هناك إشاعات حول تعاقدك مع بعض الأندية. ماذا يمكنك أن تعلق على ذلك ومتى سنراك مجدداً مدرباً لإحدى الفرق؟
الإشاعات
موجودة دائماً، غير أنني في الغالب، لن أوقع لأي فريق قبل كأس العالم
وربما بعدها على أقرب تقدير. وتبقى الأمور بعد ذلك مفتوحة على كل
الإحتمالات.