أكد كبير المفتين في دبي الدكتور أحمد الحداد على أهمية توحيد الفتوى لافتا إلى أن المجامع الفقهية قادرة على توحيد الفتوى ومنع تضاربها بما تملكه من سلطة معنوية وأدبية.
وأبدى الحداد استياءه ممن يتصدون للفتوى بمجرد حصولهم على درجة الدكتوراة في الفقه دون ممارستها عمليا أو قدرة على استنباطها مكتفين بالتلمذة على يد بعض العلماء .
وقال إن الفتوى أنواع منها أحكام فقهية متخصصة في الشؤون الفقهية مثل أحكام العبادات والمعاملات والأحوال الأسرية ومسائل القضاء وما شابهها فهذا النوع من المعلوم أن فيه خلاف فقهي، وهو خلاف لا غبار عليه.
أما النوع الآخر من الفتاوى ففي النوازل والأمور المستجدة والله سبحانه وتعالى يقول " ولا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم" . والخلاف الذي له مصدر من الشريعة الإسلامية لا بأس به، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم أقر للصحابة عندما اختلفوا في فهم نصه عندما قال " لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة" فصلى بعضهم في منتصف الطريق ولم يصل بعضهم إلا بعد وصوله ؛ فأقر عليه الصلاة والسلام الجميع، فالمسألة اجتهاد في فهم النص، وهذا خلاف صحي.
أما الخلاف المشوش في المسائل المستجدة التي تبحث هنا وهناك مثل بعض القضايا المالية أو الاجتماعية أو الفكرية التي تحدث هنا وهناك. ففي هذه الحالة لا يمكن الحسم بقول شيخ واحد، بل يكون الحسم عن طريق المجامع الفقهية، ففكر الجماعة أفضل من فكر الفرد.
وطالب الحداد حسبما نقلت صحيفة عكاظ بتطويع أصوات عقلاء المسلمين في دعم الحوار مع الآخر ، مبينا أن الفضائيات العربية والإسلامية تسخر من أمتنا، لأنها تقدم أنموذجا للتخلف والتبعية للغير وتشويه صورة الإسلام، مشددا على أن أمتنا تعيش حاليا في حالة من الضياع بسبب تخلفها العلمي، وبعدها عن الدين، داعيا إلى توافر النية الصالحة مع العمل الجاد المخلص للنهوض بها من جديد .
وقال إن على أصحاب رؤوس الأموال والحكومات ورجال الأعمال المخلصين في بلادنا، أن يتحملوا عبء الدفاع عن دينهم بتصحيح إتجاه الفضائيات، وأن تكون قنوات بانية لا هادمة ، وأن تكون ذات أهداف عالية وطموحة، وأن تسهم في إيصال رسالة الله إلى الناس، وأن تبتعد عن السماجة والسخف وما نراه من عري وفضائح، وأن تكون معولا صالحاً لبلادنا.