يايا توريه: لا مشكلة لدينا مع الضغوط

عندما انضم يايا توريه إلى برشلونة، كان النقاد يشيرون إليه
على إعتباره الشقيق الأصغر لكولو توريه. وبعد أن عاش طويلاً في ظل شقيقه
كولو الذي فرض نفسه في التشكيلة الأساسية لنادي أرسنال، كان السؤال هو كم
يحتاج يايا إلى الوقت لكي يصنع إسماً لنفسه؟

وسرعان ما أتى بالجواب من خلال العروض اللافتة التي
قدمها في صفوف الفريق الكاتالوني، والآن هو يستمتع بكرة القدم في ناديه
ومنتخب بلاده كوت ديفوار. وكان توريه عنصراً هاماً في بلوغ منتخب بلاده
نهائيات كأس العالم FIFA والمشاركة إلى جانب 32 منتخباً آخر في العرس
الكروي ولكنه برهن عن تواضع كبير لدوره في تحقيق هذا الإنجاز.

وعلى الرغم من أنه شخص متحفظ، فإن توريه كشف عن سر
نجاحات منتخب كوت ديفوار، وعن مسيرته الكروية وعن كأس العالم. وأكد توريه
في مقابلة حصرية مع موقع FIFA.com بأنه لا يلعب لمصلحته الشخصية بل لمصلحة فريقه.

FIFA.com: يبدو بلوغ نهائيات كأس العالم FIFA بمثابة إنجاز كبير لكوت ديفوار. ماذا يعني هذا الأمر لك ولبلادك؟
يايا توريه:
"إنها لحظات رائعة بالنسبة لنا ولشعب كوت ديفوار. كأس العالم هذه مميزة
لكل أفريقيا فنحن أول جيل من اللاعبين الأفارقة الذين سيخوضون أول كأس
عالمية في القارة. نحن متحمسون وسعداء للمشاركة في كأس العالم التي ستقام
في أفريقيا. ليس لدي ضمانات كيف ستسير الأمور ولكن ما أنا واثق منه هو
أننا سنبذل قصارى جهودنا. لقد تعلمنا الكثير من أخطائنا في بطولات سابقة
ولكن ذلك لا يعني بأننا لن نرتكب أخطاء اخرى ولكننا لا نستطيع تكرار
الأخطاء السابقة. هذا يعني بأننا نتطور ونتقدم في الإتجاه الصحيح وهذا
الأمر يعود بالنفع على كرة القدم في كوت ديفوار.

قدمت كوت ديفوار عروضاً رائعة خلال التصفيات وسجلت أكبر عدد من الأهداف. ما هو السر وراء نجاحاتكم؟
لم
تكن التصفيات سهلة على الإطلاق، لأن جميع المنتخبات كانت تريد المشاركة في
كأس العالم. المفتاح بالنسبة إلينا كان إستقرار مستوانا في الآونة الأخيرة
وبذلنا جهوداً إضافية في جميع المباريات التي لعبناها. على سبيل المثال،
كان لاعبو بوركينا فاسو مقاتلين، كما أنه من الصعب التكهن بمستوى المنتخب
المالاوي. لم يكن الأمر سهلاً خوض التصفيات الأفريقية مع ما يتطلب الامر
من سفر خصوصاً بالنسبة إلى اللاعبين المحترفين في أندية أوروبية.

تعتبر كوت ديفوار من المنتخبات المرشحة في جنوب أفريقيا 2010. هل تعتقد أنه لديكم قدرة على تحمل الضغوط وأن تكونوا على قدر التطلعات؟
(يضحك).
يعتبر كثيرون بأننا أفضل منتخب في أفريقيا، وهذا الأمر يضع ضغوط كبيرة
علينا. لا أريد القول فعلاً بأننا سنفوز بكأس العالم ولكن نيتنا هي بالطبع
الفوز بالبطولة. أعتقد بأننا يجب أن نفكر بكل مباراة على حدة، ولا يتوجب
علينا أن ننظر بعيداً. دائما ما يكون لدى الصحافة عدة منتخبات مرشحة
ولكننا لا يجب أن نعتمد على هذه التخمينات. ندرك تماماً ماذا نستطيع أن
نقدم وما يمكن أن نحقق وأصبح اللاعبون أكثر تأقلماً مع بعضهم البعض ونلعب
بطريقة جماعية أفضل. خلال كأس العالم 2006، كان لدينا العطش ولكننا كنا
نفتقد إلى الخبرة كما أننا وقعنا في مجموعة صعبة. لا نعلم من هي المنتخبات
التي سنواجهها هذه المرة ولكننا لا نستطيع التحكم بهذا الأمر. سيتوجب
علينا أن نواجه أي منتخب ستسفر عنه القرعة.

إلى جانب كوت ديفوار، من هو المنتخب الأفريقي الذي لفت نظرك؟
غانا،
بلا شك غانا. إنهم منتخب جيد ويلعبون بقوة وأعتقد بأنهم سيفاجئون الكثير
من الأشخاص في كأس العالم. أرشح أيضاً منتخب الكاميرون لأنه تاريخياً كان
دائما منتخباً قوياً.

كيف ستؤدي المنتخبات الافريقية بنظرك في نهائيات كأس العالم المقبلة؟
تدرك
المنتخبات الأفريقية ما هو المنتظر منها وتدرك التطلعات الموضوعة على
أكتافها. لقد نضجت المنتخبات الأفريقية كثيراً فلم تعد تشارك في البطولات
الكبرى لإكمال العدد وأصحبت تشارك من أجل أن تترك بصمة وتريد أن تترك
إنطباعاً جيداً. وإذا نظرنا إلى المنتخبات الأفريقية فإننا لا نجد بأن
الفرق شاسعاً بينها وبين المنتخبات الأوروبية وهذا الأمر سيجعل المنافسة
متقاربة أكثر ومثيرة للإتمام أكثر أيضاً. في السابق، لم تكن المنتخبات
الأفريقية تحظى بإحترام المنتخبات المنافسة ولكن الامور تغيرت كثيراً
الآن. العطش موجود لدى المنتخبات الأفريقية التي باتت تدرك بأنها تستطيع
تحقيق الكثير.

كم كان تأثير شقيقك الأكبر كولو على مسيرتك؟
كولو
شأنه في ذلك شأن أي شقيق أكبر، يهتم بي كثيراً (يبتسم). عندما إنضممت إلى
برشلونة، قال لي بأن الأمور لن تكون سهلة على الإطلاق ولكنه شجعني على بذل
جهود كبيرة. إنه شخص منضبط كثيراً وقد تعلمت منه كثيراً كيفية المحافظة
على التواضع. لقد حقق الكثير في مسيرته وبالتالي أكن له إحتراماً كبيراً
وأستمع الى نصائحه في جميع الأوقات.

مضى عامان على وجودك في برشلونة. كيف تصف لنا هذه الفترة في كامب نو؟
عندما
تدخل غرفة ملابس برشلونة للمرة الأولى، فإنك تشعر بالقلق والرهبة. لن أكذب
وأقول بأنني لم أكن متوتراً بعض الشيء ولكن مع مرور الوقت يتوجب أن تقول
في نفسك بإنك هنا للقيام بمهمة معينة. يتوجب عليك أن تنسى الأمور الأخرى
وتصب تركيزك على مهمتك الأساسية. بالنسبة لي شخصياً، لم يكن سهلاً علي
التأقلم بسرعة في البداية ولكني سرعان ما أيقنت بأنه يتوجب علي أن أتأقلم
كيف تتم الأمور في صفوف الفريق والمدينة.

هل تعتفد بأنك لاعب كامل؟
كلا، على
الإطلاق. أستطيع أن أقدم آداء أفضل. الشيء الأهم بالنسبة لي عندما وصلت
إلى إسبانيا كان أن أفرض نفسي أساسياً في صفوف الفريق الأول وبعدها لا
يمكن إلا أن تطور نفسك. يجب النظر إلى بعض اللاعبين الأفارقة في أوروبا
الذين كانت بدايتهم بطيئة بعض الشيء ولكن عندما تأقلموا مع الأجواء
الجديدة تألقوا بشكل لافت.

بالعودة الى منتخب كوت ديفوار، ما مدى أهمية تواجد ديدييه دروجبا في صفوفه؟
دروجبا
هو زعيمنا وهو يقود الفريق بشكل مثالي. لقد نذر نفسه لمصلحة المنتخب
الوطني ونحن نتعلم الكثير من لاعب مثله فهو لا يتكلم فقط بل إنه يقول
كلمته على أرض الملعب أيضاً. في صفوف المنتخب لا أحد يكترث بالإنجازات
الشخصية، بالنسبة لنا الفريق هو الأهم.

زرت جنوب أفريقيا مرات عدة. ما هي إنطباعاتك؟
إنها
بلاد جميلة وهي إحدى أفضل الدول في أفريقيا. الأفضلية الكبرى بالنسبة
اليهم أنهم يملكون البنى التحتية، وأعتقد بأنهم سيستضيفون بطولة كأس عالم
رائعة. كوني أفريقياً، أريد أن أعرب عن دعمي الكامل لدولة أفريقية جارة
لكي تنجح.

» مايكروسوفت تحل مشكلة كلمة السر